-بسم الله الرحمن الرحيم-
مقتطفات من كتاب التربية الإسلامية
|
-الأصول والتطبيقات-
للدكتور/محمد العجمي.
اسم الطالبة / خلود بنت عبدالله العيبان.
الرقم الجامعي/433920169
إشراف الدكتور/عبدالمحسن السيف.
المنهج الإسلامي في التربية.
530 نهج
مفهوم التربية الإسلامية
إعداد المسلم إعداداً كاملاً من جميع النواحي في جميع
مراحل نموه للدنيا والآخرة في ضوء المبادئ والقيم وطرق التربية التي جاء فيها
الإسلام.
أهداف التربية الإسلامية
أولاً: هدف عام ( العبودية )
تهدف التربية الإسلامية إلى تنشئة وإعداد الإنسان الذي
يعبد الله تعالى ويخشاه فيكون مسلماً عابداً عالما عاملا مؤتمرا بأوامر الله
سبحانه وتعالى منتهياً عن نواهيه وذلك انطلاقاً من قوله تعالى : ( وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون ).
ثانياً: أهداف فرعية
أ-
الأهداف الحقيقية
-
تربية المسلم عل حسن التأسي والاقتداء بالنبي r في خلقه قولاً وفعلاً وكان عليه السلام خلقه
القرآن يقول تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ).
ب-
الأهداف الاجتماعية
-
التأكيد على الممارسات الاجتماعية التي تحتاجها الأمة
الإسلامية ويدعو إليها الإسلام مثل : التعاون ، والبر، والبذل، والمساواة، وصلة
الرحم، وإصلاح ذات اليمين.
ج- الأهداف العقلية
دعا الإسلام إلى العام واهتم بالعقل اهتماماً بالغاً،
تدل على ذلك العديد من النصوص في القرآن الكريم والسنة النبوية يقول تعالى ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل
والنهار لآيات لأولى الألباب ).
د الأهداف الوجدانية والنفسية
-
تنمية الثقة في النفس لدى المسلم
-
إشعار المسلم بقيمته وكيانه داخل المجتمع.
هـ- الأهداف الاقتصادية:
من أبرزها ما يلي:-
-
تنمية المسلم على الاعتدال في الإنفاق قدر الحاجة
والضرورة وتجنب الإسراف.
-
إعداد الشخصية المنتجة لا المستهلكة.
أصول
التربية الاسلامية:
أولاً/الأصول
الاعتقادية
ثانيا/الأصول
التعبدية.
ثالثاً/الأصول
الفكرية.
طرق التربية الإسلامية وأساليبها:
الأسلوب الأول : القدوة
تعد القدرة من أهم أساليب التربية المؤثرة في الآخرين
لكونه يرتبط بنموذج عملي مؤثر في سلوك الآخرين وللقدوة أهميتها التربوية والتي
تتمثل إجمالاً فيما يلي :-
-
كونها تنبع من فطرة الناس في المحاكاة والتقليد، فالناس
يتأثرون ببعضهم البعض في الأقوال والأفعال والاتجاهات والأفكار والاعتقادات.
فكان عليه السلام قدوة في الشجاعة والثبات على الحق
والعفو والإيثار والتواضع وفي معاملته – عليه السلام – لجيرانه وأصحابه وأهل بيته.
وما أحوجنا إلى المربي الصالح في أخلاقه وسلوكه وصفاته
يراه طلابه نموذجاً للصلاح والإتقان فإن الطلاب إن نسوا كلامه فلن ينسوا أفعاله
وممارساته.
الأسلوب الثاني: أسلوب القصة
يعد أسلوب القصة من الأساليب التربوية الفعالة، حيث
تساعد بما فيها من أشخاص وأحداث على تقريب المفاهيم المجردة، فالقصة تحرك الوجدان
وتؤثر في النفس.
والقصة أسلوب تربوي جذاب للكبار والصغار، وهي أجدى
أثراً، وأكثر نفعاً من أساليب التلقين والإلقاء، وللقصة دورها في غرس القيم
الدينية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية والعلمية.
ولما تقوم به القصة من إقناع عقلي واطمئنان قلبي، فقد
جعلها القرآن الكريم ركيزة قوية من ركائز الدعوة الإسلامية فلها قدرتها على
التأثير والتوجيه.
قال تعالى : (( لقد كان في قصصهم عبرةُ لأُولى الألباب
)).
ولأهمية أسلوب القصة في العملية التربوية فينبغي العناية
بها من توافر عنصر الإثارة والتشويق وجذب الانتباه إلى مجريات القصة، بالإضافة إلى
تحفيز السامع أو القارئ إلى أخذ العبرة من القصة وأبطالها .
وكذلك ينبغي إشباع حب الاطلاع وإثارة الدافعية لدى
الطلاب من خلال العناية بالقصة بشتى أنواعها المختلفة ( قصص القرآن الكريم، قصص
الأنبياء، قصص الصحابة، قصص أبطال المسلمين : محمد الفاتح، صلاح الدين ، قصص
الصالحين ).
الأسلوب الثالث: أسلوب الأمثال:
يعد أسلوب الأمثال من أهم الأساليب في عملية التربية لما
له من تأثير إيجابي في إثارة العواطف والمشاعر وفي تحريك دوافع الخير في النفس
البشرية، وفي تقريب المعاني والمجردات للأذهان في صورة محسوسة.
ونشير إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية قد عرضا لأسلوب
الأمثال في الجوانب الإيجابية لتعزيزها والترغيب فيها وتقريبها للأفهام؛ كما ورد
في ضرب المثل للكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة، ولصورة النفقة في سبيل الله ومضاعفة
الأجر معها كمثل الحبة.
ولم يقتصر تناول الأمثال على الجوانب الإيجابية وإنما
اهتم القرآن والسنة بضرب الأمثال لجوانب سلبية لتربية المسلمين على الحذر والنفور
منه وكذلك اجتنابها.
كما ورد في ضرب المثل بالمشركين والذين اتخذوا من دون
الله أولياء ببيت العنكبوت.
الأسلوب الرابع : أسلوب الموعظة
نال أسلوب الموعظة اهتماماً كبيراً في ميدان التربية
الإسلامية وذلك لدوره المباشر في التوجيه والإرشاد للكبار والصغار على حد سواء،
وله دوره في تهذيب النفس وتطهيرها وهذا الأسلوب مارسه الرسل والأنبياء جميعاً.
وقد عني القرآن الكريم بهذا الأسلوب ومدحه:
وكما وجه القرآن الكريم إلى أهمية الموعظة باعتبارها
أسلوب تربوياً هاماً، فقد ضرب العديد من النماذج للتربية بالموعظة يتجلى ذلك في
مواعظ لقمان لابنه في قوله تعالى : (( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا
تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)).
فإنه ينبغي على المربين والآباء والأمهات والدعاة مراعاة
ما يلي:-
-
اقتران الموعظة بالشعور بالمحبة والعطف، فموعظة المحب
الودود تلقى قبولاً وتمكنا وقد تغير الكثير في حياة الإنسان.
-
استخدام الأسلوب الرقيق المهذب اللين يقول تعالى : ((
فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )).
-
وذلك بعكس الأسلوب الغليظ المصحوب بالقسوة والشدة، فإن
نتيجته النفور والاشمئزاز والشعور بالضجر.
-
الحكمة والموعظة من حيث مناسبة زمانها ومكانها وكلمتها.
-
مراعاة الأولوية في الموعظة، حيث ينبغي الوعي بتقديم
المواعظ والنصائح تبعاً لأهميتها ومناسبتها للموقف الراهن.
وعندما نتأمل في موعظة لقمان لابنه نلحظ ذلك.
الأسلوب الخامس : أسلوب الحوار
وهو من الأساليب التربوية الهامة التي عنيت بها التربية
الإسلامية لترسيخ العقيدة وتنمية التفكير، ويقوم هذا الأسلوب على مقارنة الرأي
بالرأي والحجة بالحجة، ويهتم بمشاركة المتعلم في العملية التعليمية، وعندما يمارسه
المعلم مع طلابه فإنه يساعدهم على: تنشيط عقولهم، ويقوي لديهم الاستعداد لقبول
الجديد من المعلومات، ويغرس فيهم حب الحقيقة وسبل الوصول إليها.
والحوار يسهم في الوصول إلى قلوب الأبناء وعقولهم، وهو
من ينمي علاقة الوالدين بالأبناء والمعلمين بالتلاميذ، ويسهم في تحقيق الاتزان
النفسي لديهم، ويزيد من ثقة الأبناء بأنفسهم.
ولأهمية الحوار في الإقناع والوصول إلى الحقيقة فقد اهتم
به القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ومن حوارات القرآن الكريم:
-
حوار الله عز وجل مع ملائكته في مسألة خلق آدم (( وإذ
قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)).
ومن حوارات السنة المطهرة :
-
حوار جبريل عليه السلام مع النبي r في الحديث المشهور عندما سأله عن الإسلام
والإيمان والإحسان وعن قيام الساعة، وفي نهاية الحديث قال الرسول r هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم.
الأسلوب السادس: أسلوب الممارسة والتوجيه العملي
يعد الأسلوب العملي أرسخ للفهم والتعليم والإيضاح حيث
يتحول القول إلى فعل والنظرية إلى تطبيق وممارسة.
والناس لا يتأثرون بقول العالم حتى يعمل بعلمه، فعن ابن
مسعود رضي الله عنه قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف
معانيهن والعمل بهن.
الأسلوب السابع: أسلوب التربية بالأحداث
اهتمت التربية الإسلامية بهذا الأسلوب اهتماماً بالغاً
وذلك لما يحمله كل موقف وحدث من دروس وعبر ينبغي استثمارها وتحقيق الإفادة منها،
والقرآن الكريم مليء بالآيات المرتبطة بالأحداث التي كان لها دورها في تربية الصف
المسلم وتمحيصه.
يقول تعالى (( إن يمسسكم قرح فقد من القوم قرح مثله،
وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا
يحب الظالمين )).
وتحفل السنة المطهرة بالعديد من الأحداث التي جعل منها
النبي r مجالاً لتربية المسلمين فهناك حادثة المرأة المخزومية.
مؤسسات التربية الإسلامية
أولاً: الأسرة:
تعد الأسرة المؤسسة التربوية الأولى أو الجماعة المرجعية
الرئيسية في حياة الأفراد فمنها يستمد الفرد قيمه وأهدافه وأساليب تصرفاته.
فإن الأسرة تعد إحدى العوامل الأساسية في بناء الكيان
التربوي وإيجاد عملية التطبيع الاجتماعي في حياة وتشكيل شخصية الطفل وإكسابه
العادات التي تبقى ملازمة له طول حياته وهي المظهر الأول للاستقرار والاتصال
بالحياة، وتزداد الأسرة أهمية وتأثيراً في حياة الطفل كلما كان صغيراً.
ثانيا: المسجد :
يعتبر المسجد في الإسلام من أهم مؤسسات التربية – إن لم
يكن أهمها – وذلك باعتباره محوراً أساسياً لنشاط المجتمع الإسلامي وباعتباره أول
المؤسسات التربوية ظهوراً في التاريخ الإسلامي بعد غراء حراء، ودار الأرقم بن
الأرقم.
ومنذ هجرة النبي r
وأصحابه إلى المدينة المنورة، والمسجد يمثل مؤسسة تربوية متعددة المناشط
التي ترتبط بقضايا المجتمع وأحواله.
الأدوار التربوية للمسجد في الإسلام
1-
الدور الدعوي والثقافي.
2-
الدور الإعلامي للمسجد.
3-
الدور السياسي للمسجد.
4-
الدور الاجتماعي للمسجد.
5-
الدور التعليمي للمسجد.
ثالثاً: الكُتّاب
رابعاً: المدارس:
ترجع النشأة الحقيقية للمدارس في نهاية القرن الرابع
الهجري وأول من بني مدرسة في الإسلام هم أهل نيسابور وسموها المدرسة البيهقية وقد
بنيت المدارس الإسلامية الأولى على الطراز المعماري للمساجد..
وكان البرنامج
الدراسي يغلب عليه الاهتمام بالعلوم الدينية مع العناية بالحساب والتاريخ والأدب
وبعض العلوم العقلية الأخرى، وغالبا ما كانت كل مدرسة تعني بتدريس مذهب من المذاهب
الفقهية الأربعة المعروفة.
ومع تزايد أعداد
المسلمين وانتشار الإسلام وزيادة الوعي بأهمية التعليم في الحياة فقد عني الملوك
والأمراء في الأقطار الإسلامية بإنشاء المزيد من المدارس.
ولقد أدى التوسع في
إنشاء المدارس في المجتمع الإسلامي إلى العديد من الآثار الإيجابية والتي تمثلت في
انتشار المعرفة وتحقيق نهضة ثقافية، كما أنها فتحت آفاقاً رحبة من الوعي والبصيرة
أمام العقلية المسلمة، كما حدث إثراء ثقافي بالإقبال على التأليف والإبداع، كذلك
أصبحت المدارس منتديات علمية للطلاب تشحذ هممهم وتحفزهم إلى التنافس في طلب العلم
وتجويده.
ومن المدارس التي
عرفت في الدولة الإسلامية:
-
المدرسة المستنصرية ببغداد : وقد أنشأها الخليفة
المستنصر ببغداد وكانت المذاهب الأربعة تدرس بها، وكان الطلاب بها يتقاضون مكافأة
شهرية بالإضافة إلى المعونات، كما زودت المدرسة بمكتبة ثرية ومستشفى لعلاج المرضى
من الطلاب.
خامساً: المكتبات
للمكتبة في المجتمع
الإسلامي دور تربوي رائد انطلق من رعاية الإسلام للعلم وحضه على التعلم وإعلاء شأن
وسائله المختلفة من قراءة وكتابة.
ولقد عني المسلمون
بالمكتبات والنساخ والمترجمين والمجلدين وتوفير خازن على المكتبة، وقد عرف الخلفاء
والأمراء غالباً بحب العلم والأدب، مما أدى إلى تقدير الكتب والتسابق في الإقبال
عليها واقتنائها، فقد ورد أن الحكم الأندلسي عندما سمع بأن أبا الفرج الأصفهاني
كتب كتابه " الأغاني" أرسل إليه ألف دينار ذهباً ليبعث إليه بنسخة على
أن تصل الأندلس قبل أن يخرجه الأصفهاني في العراق.
سادساً: وسائل
الإعلام
تعتبر التربية
الإسلامية وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة من المؤسسات التربوية الهامة
والمؤثرة والتي ينبغي أن توجه توجيهاً ثقافياً ينبع من ثقافة المسلم ويخدم قضاياه،
لا سيما في ظل التحديات والمتغيرات المتلاحقة، وتأتي أهمية وسائل الإعلام من
قدرتها على تقديم خبرات متنوعة وجذابة للصغار والكبار معاً، ومن ثم كان عليها أن
تشارك بقية المؤسسات التربوية رسالتها في تنوع يعكس الشراكة والتكامل وليس التناقض
أو التضاد.
ومن أجل أن يكون
لوسائل الإعلام دوراً تربوياً إيجابياً في بناء القيم الإسلامية وتأصيلها فإنه
ينبغي أن تتسم بالصفات التالية:
-
أن تنبثق رسالتها من تصور إسلامي خالص.
-
أن تستخدم الحكمة في مخاطبة الناس، فتأتيهم من جانب
اهتماماتهم وآلامهم مع انتقاء الكلمة التي تفتح مغاليق القلوب والعقول.
-
أن تتصدى للقيم والاتجاهات الهابطة.
-
أن تعمل على إيجاد كوادر إعلامية مسلمة مبدعة من أجل
إيصال القيم الإسلامية لكل فرد في المجتمع بصورة مشوقة وملائمة.
-
التركيز على برامج الأطفال بحيث تقدم لهم القيم
الإسلامية لصورة مبسطة تعتمد على المواقف الحياتية وتلائم أعمارهم.
-
التربية الإسلامية وبعض القضايا المعاصرة
-
أولاً: الدور التربوي المعاصر للمعلم المسلم
-
كرم الإسلام المعلم وأشاد به، وجعل الله سبحانه وتعالى
رسالة التعليم والتبيين من أبرز مهمات النبي صلّ الله عليه وسلم.
-
فكان صلّ الله عليه وسلم أفضل مربٍ وأكرم معلم، وقد سار
الصحابة- رضي الله عنهم – على هذا النهج.
-
ولكي ينهض المعلم برسالته في تكوين الفرد المسلم
والمساهمة في النهوض بالمجتمع المسلم فينبغي أن يتسم بالصفات الإيمانية والأخلاقية
والمهنية التي تمكنه من القيام بتلك الرسالة.
أ-
المعلم مرب ووالد
ينبغي
أن يكون المعلم مع طلابه كالوالد مع أبنائه، ويقول النبي r : " إنما أنا لكم مثل الوالد بولده
أعلمكم "
ويتطلب
من المعلم اليوم : أن يعني بالنمو المهني المستمر فتكون لديه قراءة واعية للحاضر
والمستقبل . يقول عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – والذي لا إله غيره، ما نزلت
سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا
أعلم فيمن نزلت، ولو أعلم أحداً اعلم مني بكتاب الله تبلغه الابل لركبت إليه.
وعلى
المعلم أن يراعي قدرات طلابه واستعداداتهم، والمعلم الناجح هو الذي يساعد طلابه
على حل مشكلاتهم وإرشادهم إلى كيفية اكتساب المعرفة والمهارات.
وتجدر
الإشارة أن على المجتمع المسلم مسئولية كبرى تجاه المعلم كي يتمكن من أداء دوره
بفاعلية وتتمثل تلك المسئولية في:
العناية
بالمعلم إعداداً وتوجهاً وتقديراً نظراً لمكانته في الإسلام والتي تلي مكانة
النبوة، فلهذا المعلم مكانة وحقوقاً أدبية ومادية ينبغي مراعاتها والوفاء بها.
خامساً: ادب الاختلاف واحترام الآخرة
جعل الله الناس مختلفين في مدركاتهم العقلية وفي أفهامهم
وألسنتهم وقدراتهم وميولهم يقول الله تعالى : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة
ولا يزالون مختلفين)
والتربية الإسلامية تعزز اختلاف التنوع القائم على
احترام الآخرين، والهادف لإحقاق الحق وإبطال ، فهو اختلاف إيجابي يثري الحياة
وينهض بها.
ولقد مارس الصحابة والتابعون – رضي الله عنهم – هذا
النوع من الاختلاف إلا أنه لم يؤثر على إيمانهم وشيوع الحب والإخاء بينهم، وتمسكهم
بالحق، ونوحدهم لنصرة دينهم.
ولن يكون الاختلاف محموداً ولن يؤتي ثماره حتى يتم
التزام آدابه ومتطلباته والتي يمكن إيجازها فيما يلي:
1)
الاحتكام الى المنهج الإسلامي ورد التنازع إلى الله
ورسوله.
2)
التزامهم بآداب الإسلام وآداب الحوار، وحسن الاستماع
للآخر، مع تجنب السخرية والاستفزاز عند الاختلاف والألفاظ الجارحة واستخدام طيب
القول.
3)
ألا يتجاوز الخلاف في الجزئيات أو الفروع إلى الخلاف في
الكليات أو الأصول.
4)
ألا يؤدي الاختلاف في الآراء إلى اختلاف القلوب وعدائها.
يقول الإمام مالك – رضي الله عنه – إنما أنا بشر أخطئ
وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وكل ما لم يوافق
الكتاب والسنة فاتركوه.
تلك قمة الموضوعية والنزاهة العلمية. وهكذا كانت
اختلافات الصحابة والتابعين وتابعيهم في أدب جم يهدف إلى إحقاق الحق في موضوعية
تامة دون تفسيق أو تجريح، فكان اختلافهم رحمة بعباد الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق